کد مطلب:306590 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:156

موارات البضعة فی اللیل الادهم


.. و تحت جنح اللیل البهیم، حیث العیون تتربص بوحشة إرتعاشاتها المهولة ببیت الراحلة الشهیدة.

و بعد ما غادر الكری ابصار المسلمین، و استولی علیهم حزن دفین سربل ارواحهم المضطربة التی مازجتها كارثة المصاب، الذی صدع قلوبهم بوفاة البضعة النبویة، والشجنة المحمدیة، التی كانت لهم أسوة، یتسلون بنورها بعد فقدهم نبیهم الراحل.

.. و كیف لا تجزع نفوسهم و هم یشعرون بأعمق التقصیر واشده أمام ودیعة نبیهم... اذ لا یملكون الآن سوی هذه الفرصة الاخیرة التی تحمل لهم ضئیل الامل- الا و هو تشیع جثمانها الطاهر، والاعتذار لها عما صدر منهم تجاهها، و هی راحلة عن دنیاهم، بعد ما قصروا عنها، یوم كانت ماكثة بینهم.

و وجمت عیون علی تنظر بأسی إلی زهرائه المسجاة فی حلة الجنان الأبدیة، و قد ارتسمت علی شفتیها ابتسامة رائعة تلونها سخریة الدهر.

.. و تكاثفت الآلام علیها تحتضنها بین أضلعها الملتهبة بالاحزان و العبرات.

فلعبت الدموع بین عینی الزوج، و خنقته عبراته، و خفایا نفسه تتعالی تجلداً و صبراً لاجل فقیدته الشهیدة.

.. فلقد ذهبت اشبه الناس برسول اللَّه خلقاً و خُلقاً، و التی شاطرت محمد قسماته، و معانیه و روحه.

فكانت العبیر، والربیع الدائم لعلی.

لانه كان یری فی فاطمة نوراً یطی ء الثری حاملاً معه أكمل واروع الصفات والمناقب.


فكیف لا یتصدع قلبه و قد رحلت عنه السلالة المحمدیة التی تتحدر منها انوار الاثنی عشر إماماً، یحفظون الدین إلی قیام الساعة.

.. و انی لعلی ان یفارق جذوة الكمال التی أودعها اللَّه فی الزهراء و كل الآء و جمال، و صفاء روح و رشادة فكر، و طلیعة الحكمة و العقل.

فسمیت فاطمة و زهراء، و بتول، لانها كانت المثال الاعلی، والنموذج السام، والكفوء لخیر الأوصیاء.. التی یشم من اردانها عبق محمد النبی الحبیب.

انها الانس الذی لا یفتر وهجه، و لا یمل النظر إلیه.

.. ولیت شعری سیدی یا أباالحسن.. فلقد كانت فاطمة رائدة الكمالات الیقینیة، والمحدثة المصطفویة، ربیبة الوحی والرسالة، أُم أبیها، والسیدة المعصومة، و ناصرة المظلوم والصابرة علی البلاء.